الجمعة، 18 مايو 2012

من تحزب… خان الثورة…


أثبتت تطورات الأحداث في سوريا… أن النظام السوري هو من أقوى أنظمة الحكم في العالم… تلك الحقيقة لم تكن خافية عن أغلب السوريين بشكل عام, وعن الطليعة المثقفة بشكل خاص… فنظام يُحكم قبضته على الدولة بجميع مؤسساتها وعلى الجيش بجميع قطاعاته… لا يُمكن لثورة أن تُطيح به… ما لم تكن عناصر الثورة من ثوار ومعارضة سياسية على مستوى عالي من الدهاء والوعي والإدراك…
هذا النظام لا يُمكن لحزب أو فصيل أو طائفة أو قومية أن تُسقِطه بِمُفردِها… لا بد من تحالف جميع التيارات… وانصهارها في بوتقة وطنية واحدة… وتشكيل قيادة ثورية فاعلة… تعمل بكل جهدها وطاقتها… حتى تتمكن من خلخلة جذور النظام… ومن ثم اقتلاعه وتطهير الأرض السورية منه…
ما جرى في الثورة منذ عام ونصف ولغاية الآن… لا يمكن تصنيفه تحت مسمى العمل على إسقاط النظام… يمكن تصنيفه تحت عناوين أخرى… مثل… السيطرة على المعارضة… أو… تصفية الحسابات القديمة… أو… الاستئثار بالتبرعات والتحكم بتوزيعها…
لغاية الآن يُمكن إدراج جميع أهداف المعارضة السورية تحت عنوان وحيد… وهو… الحصاد قبل نضج المحصول…
لتنجح هذه الثورة ينبغي عاجلاً وليس آجلاً… تفكيك جميع الأحزاب والتيارات والأفكار والتوجهات… وإعادة صهرها وسكبها في وعاء واحد… هو وعاء الوطن…
لا يجوز لأحدٍ في المعارضة كائناً من كان… أن يبني موقفاً… أو يتخذ قراراً… وفقاً لتبعيته الحزبية أو القومية أو الدينية… على الجميع أن يكون معيارهم الوحيد في اتخاذ القرار هو إنجاح الثورة وإنقاذ الوطن…
وبعد نجاح الثورة وإسقاط النظام… فلا ضير أن يعود الجميع للعمل السياسي تحت توجهات حزبية أو دينية مختلفة الأهداف… ولكن من المعيب أن يسعى كل فرد نحو مصلحة حزبه أو طائفته الضيقة… في الوقت الذي تُحاصر به الثورة وتُذبح…
اعلموا سادتي المعارضين الأفاضل… أن التزامكم وتمسككم بمصالح أحزابكم في هذه المرحلة… هو من سيقضي على أي مستقبل سياسي لها… وهو من سيبقيكم مطاردين منفيين لعقودٍ تاليةٍ أخرى…
أرجوكم أن تضعوا هدف إنجاح الثورة قبل أي هدفٍ آخر… وأن تبذلوا ما أوتيتم من دعمٍ ومالٍ وجهدٍ وقوة في سبيل إسقاط النظام, وليس في أي سبيلٍ آخر…
واعلموا أن الشعب لن ينسى تضحياتكم إن أنتم بذلتموها… حتى وإن نساها… فهناك الله الذي لا يخفى عنه مثقال حبة من خردل…
والوطن من وراء القصد…





















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق