السبت، 26 مايو 2012

سوريا المستقبل, هل هي اسلامية ام علمانية؟







تعتبر سوريا البلد الثاني من ناحية الاهمية في المنطقة العربية بعد مصر و ربما تعتبر البلد الاول من الناحية المعنوية و الروحية فمنها كان انتشار الديانتان السماويتان الكبيرتان المسيحية و الاسلام و حتى الوثنية انتشرت في اليونان و في الامبراطورية الرومانية وفي
الجزيرة العربية قادمة من سوريا.

الشعب السوري شعب متعايش رغم التركبية الطائفية و الاثنية المتنوعة في البلاد وهو ذو مزاج معتدل يقل فيه التطرف الفكري او الديني, يتسم الشعب السوري بالمحافظة و التدين بمسلميه و مسيحييه كسائر شعوب المشرق ولكنه منفتح و متسامح و يعد من اكثر الشعوب تعايشا في العالم, و هو ما يفسر اختيار الكثير من المهجرين من ارمن او شركس او غيرهم الاستقرار في سوريا.

اما كيف سيكون شكل سوريا المستقبل و على اي التجارب سنسير, هل ستكون سوريا المستقبل اشبه بمصر ام بتونس

و الجواب: يبدو ان كل بلد سينتج تجربته الخاصة به والناتجة عن تفاعل القوى المجتمعية المختلفة, ففي تونس على سبيل المثال ادى التفاعل المجتمعي الى اقصاء مبادئ الشريعة الاسلامية كمصدر اساسي للتشريع او حتى احد مصادر التشريع حيث يظهر في المجتمع التونسي سطوة الاحزاب العلمانية, على عكس الحالة المصرية التي بدا فيها دور اكبر للدين حيث تم فيها تأكيد وجود الشريعة الاسلامية كمصدر رئيسي للتشريع.

ما يميز الحالة السورية هو ان ثلث الشعب السوري ينتمي لاقليات عرقية او دينية و هو ما يؤشر الى ان عملية التفاعل المجتمعي ستحيي ما اجتمع عليه الاباء الاوائل من انّ الدين لله و الوطن للجميع و هو ما بدا ان وثيقة الاخوان المسلمين استشرفته وهو تقدم لابد من الاشارة اليه.

ما يمكن استخلاصه من التجربة التونسية هو ان الشعب قام باقصاء القوى التي تريد اقصاء و محاصرة الدين في الحيز العام و هي القوى العلمانية المتطرفة, و كذلك اقصى القوى التي تريد فرض الدين على الحيز العام و هي القوى الاسلامية المتطرفة, وهو ما ارى ان الامور تتجه اليه في سوريا حيث سيختار الشعب القوى البعيدة عن الاقصاء و التي تسعى الى انشاء حالة من التوافق المجتمعي يشعر فيه جميع المواطنون ان لهم مكانا في بناء الوطن وان الدولة على مسافة واحدة من الجميع.

و من هنا تبرز اهمية زيادة المشاركة من قبل مختلف الطوائف للحفاظ على الثورة من ان تتجه الى التطرف نتيجة الجرائم و الشحن الطائفي الكبير الذي يمارسه النظام, فعندما يرى الثوار اخوانهم من جميع الطوائف يشاركونهم في ثورتهم عندها تتجسد الوطنية السورية على ارض الواقع.



————————

احمد العبدالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق