الثلاثاء، 15 مايو 2012

ميشيل كيلو في ميزان الثورة


منذ بدء الثورة السورية وهو ضيف دائم للمحطات الفضائية ومحط أنظار الثوار ومعظم أطياف المعارضة , سوريا” : لأنه دليل على انخراط الطائفة المسيحية بالثورة السورية وفي ذلك تكذيب لدعاية النظام عن سلفية الثورة و إسلاميتها , وبالنسبة للإعلام العربي : فهو
المعارض ذو الخطاب الهادئ والمحاور ذو الرؤية السياسية والكلمة الدبلوماسية .
كما ساهم بكم من المقالات نشرها بكبرى الصحف العربية بالإضافة للمشاركة في كثير من البرامج التلفزيونية الحوارية التي تناقش الوضع السوري.
لكن السيد كيلو لم يكن بخطابه وكتاباته على خط بياني مستقيم شأنه شأن الثورة السورية , إلا أن اللافت هو هبوط في الخطاب المنحاز للثورة في وقت تصاعد مجريات الأحداث على الأرض السورية . وحتى يتضح ذلك سأناقش خطاب السيد كيلو عبر ثلاث محاور وهي خطابه عن الثورة السورية (الحراك الشبابي ) وخطابه عن المعارضة السورية وأخيرا” عن النظام السوري.
فيما يتعلق بالثورة السورية وحراكها الشبابي أصر منذ البداية على تسميته بالتمرد الشعبي متمسكا” بالتفسيرات الفلسفية لمعنى الثورة وكان واضحا” دعمه لتتحول لثورة شاملة تؤدي إلى تغيير في بنية النظام ( الأمني ) وهذا ما كان للشهور الأولى من الثورة السلمية والتي تطورت لاحقا” بفعل استشراس الحل الأمني المسلح الذي فرضه النظام دون أن يتطور موقف السيد كيلو الذي راوح عند سلمية الثورة , ومع بدء التسلح عند بعض فئات المعارضة سارع إلى نقد التسلح وإلى تحميل الفئات المسلحة موبقات ما سيحدث لاحقا” من رد عنيف وبطش من النظام الدموي , وهو لم يقصر في ذلك وهناك عدة مقالات منشورة في صحف عدة كالسفير والشرق الأوسط .إلا أن اخطر ما يميز رأي كيلو بالحراك الشبابي هو نظرته لهذا الشعب وللشباب الثائر , فلا يستطيع القارئ إلا أن يرى ويحس نظرته لا أقول الدونية ولكن المستخفة بهذا الشباب , فبحسب ما يكتب فهذا الشباب لاواعي ولا مدرك وسهل الانقياد والسبب برأيه إفراط النظام في الظلم وممارسة الحل الأمني كما لا ينسى قلة الوعي السياسي والخبرة دائما” لدى الشباب السوري.
أما ما يتعلق بالمعارضة السورية فلم يخرج من دائرة النقد وهو أمر حسن إذا ترافق مع رؤية واضحة للبديل الصحيح. إن الرؤية البديلة لدي كيلو اقتصرت على أمر واحد وهو الحفاظ على سلمية المظاهرات مع العمل على إشراك شريحة اكبر من المجتمع وخاصة الفئة الصامتة دون أن يحدد الكيفية أو الطريقة التي ممكن إقناع هذه الفئة بضرورة الانضمام للثورة,مع شيطنة الحلول الأخرى التي تبناها المجلس الوطني .
أما فيما يتعلق بالنظام السوري فهو برأيه نظام أمني دكتاتوري مستبد بالحياة السياسية والهدف من الثورة تغيير هيكلية النظام أو حتى بنيته (الأمنية خاصة) ولكن دون إسقاطه , فهو لم يشر ولو لمرة واحدة بإسقاط بشار الاسد وعائلته , لم يشر إلى فساد عائلة الأسد ومخلوف وتسلطهما على مقدرات البلاد .
هذا بالإضافة لعدة نقاط أخرى ميزت معارضة كيلو جعلت السوري يقف مستفهما” عن موقف معارض له أهمية بتاريخ المعارضة السورية بزمن البعث أوجزها بالتالي :
1- أعاب السيد كيلو على المجلس الوطني تبنيه مطالب الشارع الداعية لإسقاط النظام فمن وجهة نظره كان على المجلس عدم التسرع في تبني هذه المطالب ذات السقف المرتفع لأنها ببساطة لا عقلانية وخرجت من شباب ثائر لا واعي ولا مدرك سياسيا” وغير ذو خبرة .
2- استنكر ميشيل كيلو طلب المجلس الوطني التدخل الأجنبي لحماية المدنيين ثم عاد وأكد في أكثر من مقابلة على أن لا تدخل عسكري في سورية وأن النيتو وامريكا والغرب ليس جمعية خيرية وهذا الكلام قاله حرفيا” , ولكنه بنفس الوقت رفض الانضمام للمجلس الوطني بحجة تبنيه لمطلب التدخل الخارجي الذي هو متأكد تماما” أنه لن يحصل.
3- رغم سقوط روسيا أخلاقيا” في الملف السوري ورفض الشارع الثائر للموقف الروسي ورغم الاستنكار الدولي الواسع إلا أنه لا يزال يرى الحل في روسيا ويطلب من المعارضة السورية الحج لموسكو وتقديم الضمانات والولاء لإرضاء المافيا الروسية علها تفك عقدة الملف السوري .
4- يرى في الثورة السورية أنها أصبحت ساحة للصراع الدولي والإقليمي , هذا الصراع وقوده الشعب السوري ولا أحد ينكر ذلك إلا انه لا يعطي هذا الشعب أي دور في الحل سوى أدوات تتحرك وتنقاد من الخارج مع تجاهل تام لدور الجيش الحر الذي أصبح يرى فيه الشارع السوري أساس الحل في سوريا.
5- السيد كيلو غير مقتنع بأن حسن نصرالله شريك لبشار الأسد بقتل السوريين بل لا زال يراه مناضلا” ومجاهدا” ويناشده في مقالة وجهها لنصرالله بان يتبنى أي مبادرة تنهي الحل الأمني في سوريا ليس فقط للحفاظ على أرواح السوريين ولكن حتى لا تنتصر المذهبية أو التطرف ولا ادري كيف لا يكون نصرالله المتطرف مذهبيا” حتى نخاعه سوى مجاهد برأي السيد كيلو .
…………………………………………………………………………..
• ما ذكرته عن السيد ميشيل كيلو ينطبق على كثير من المعارضة السورية إلا أنه برأيي واحد من القلائل اللذين يستحقون الوقوف عند آرائهم كما أنه من المسيحيين القلائل اللذين تصدوا لخطاب بعض رجال الكنائس الداعي لحلف الأقليات في وجه الربيع الإسلامي (السني ) حيث أكد مرارا” على ضرورة انخراط المسيحيين بالثورة السورية كجزء من هذا الشعب وهذا الوطن .
جاسم الخليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق