الخميس، 31 مايو 2012

الجيش الحر يقاتل بغنائمه من قوات النظام




يبدو أن الجيش السوري الحر بدأ يعد نفسه لمواجهة عسكرية ستكون أشبه بحرب استنزاف مع الجيش النظامي، وذلك غداة تسريب معلومات عن اقتراب المبعوث العربي والدولي كوفي أنان من الإعلان عن فشل مبادرته لوقف إراقة الدماء في سوريا، خصوصا بعد مجزرة الحولة التي هزت العالم بأسره.

في هذا الوقت بدأت الأسئلة تطرح عن مدى قدرة الجيش الحر على مواجهة الجيش النظامي المدجج بأحدث أنواع الأسلحة، وما إذا كان قادرا على مجاراته في حرب ربما تطول لأشهر إن لم يكن لسنوات، وهو ما عبر عنه رئيس المجلس العسكري في الجيش الحر، العميد الركن مصطفى الشيخ، الذي أعلن «أننا نحضر أنفسنا لحرب استنزاف طويلة على الأرض، ما لم يصلنا التسليح الكافي والمطلوب لهكذا مواجهة». وأكد الشيخ في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «عناصر الجيش الحر يقاتلون على أرض سوريا بما تيسر لديهم من أسلحة خفيفة ومتوسطة، وهي عبارة عن قاذفات الـ(آر بي جي) وبعض الصواريخ المضادة للدروع والأسلحة الرشاشة». وقال: إن «الأسلحة الموجودة معنا هي من أسلحة الجيش النظامي الذي فر بها المنشقون، أو التي غنمها مقاتلونا بعد مواجهات خاضوها مع قوات الأمن، أو تلك التي نشتريها من بعض ضباط وعناصر جيش النظام في عدد من المناطق السورية».

وردا على سؤال عما إذا بدأت عملية تسليح الجيش الحر التي وعد بها المجلس الوطني السوري وبعض الدول، أجاب الشيخ «حتى الآن ما زلنا في مرحلة ما قبل التسلح، ولم يصلنا أي سلاح من الخارج، نحن لا نحتاج إلى دبابات وطائرات، كل ما نحتاجه هو مضادات للدروع ومضادات للطيران التي هي عبارة عن صواريخ خفيفة تحمل على الكتف، وبتقديري – ومن خلال خبرتي العسكرية – فإنه بعد أن نتسلم هذه الأسلحة سنكون قادرين بإذن الله على إسقاط هذا النظام خلال شهر ونصف أو شهرين على أبعد تقدير».

وحول المعلومات التي تفيد بأن عملية تسليح الجيش الحر ستبدأ أواخر شهر يونيو (حزيران) المقبل وذلك عوضا عن التدخل العسكري الخارجي، قال: «نسمع بهذا الكلام كما يسمعه غيرنا، وإلى أن يحصل ذلك آمل أن نكون كمجلس عسكري وجيش حر أكثر تنظيما استعدادا لهذه المرحلة، أما عن التدخل الغربي فإننا نفضل أن تحصل ضربات جوية لمواقع النظام الأساسية، لأن هذه الضربات توفر على الشعب السوري الكثير من الدماء وتوفر على المنطقة الفوضى، لكن هذا الأمر ليس بيدنا».

إلى ذلك أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، عن «انشقاق ضابط برتبة رائد و16 مجندا في قرية أبو حسن في محافظة دير الزور وانضمامهم إلى الجيش الحر بكامل عتادهم العسكري». وسبق لقائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد أن أعلن في شهر مارس (آذار) الماضي أن عناصر من الجيش الحر «هاجموا وحدات من الجيش النظامي في منطقة منين بريف دمشق وقتلوا أكثر من 135 جنديا واستولوا على مستودعات للأسلحة والذخيرة، وتمكنوا من نقل أسلحة خفيفة ومتوسطة إلى منطقة آمنة»، مؤكدا أن «هذا الهجوم أتى ردا على اقتحام الجيش السوري لحي بابا عمرو بمدينة حمص».

كما أظهر مقطع فيديو تم نشره مساء أول من أمس انشقاق دباباتين بطاقمهما عن الجيش النظامي وانضمامهما للجيش الحر في ريف حماه، وهو حدث تكرر حدوثه في الأشهر القليلة الماضية، وكان أبرزها انشقاق كبير بالفرقة الخامسة للمدرعات مطلع مايو (أيار) الجاري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق