الثلاثاء، 5 يونيو 2012

رامز ذو الـ 13 عاماً تلقّى رصاصة في رأسه أمام أمه

رامز الشريف الطفل ذو 13 عاماً تم قنصه من أمام منزله يوم الجمعة الماضية بينما كانت أمه واقفة بجانبه تنتظر خروج الناس من صلاة الجمعة في مدينة عربين بريف دمشق، وإن كان من ذنب اقترفه فهو وقوفه بالشارع يوم الجمعة وانتماؤه إلى السوريين.
الرصاصة التي دخلت رأس رامز تركت إصابة بليغة ولم يستطع الناس إسعافه، حيث بقي ربع ساعة ينزف لعدم قدرة الناس على
سحبه من الشارع لانهمار الرصاص كالوابل.
كعادة كل المشافي الحكومية في سوريا فإن إسعاف الجريح إليها يعني أحد حلين، إما خطفه أو قتله، ولم يكن من حل أمام سكان عربين إلا إدخال رامز إلى المشفى الموجود في عربين على أمل أن يتمكنوا من حراسته جيداً، وبعد تطور حالته إلى مرحلة حساسة كان عليهم محاولة إيصاله إلى مشفى آخر في دمشق يملك تجهيزات طبية يمكن أن تنقذ حياة الطفل.
حكاية رامز تنتهي هنا، الأمن لم يسمح بنقل الطفل، أمه وأصدقاؤه بالمدرسة الذين تجمعوا أمام باب المشفى صرخوا بصوت واحد ينادونه، وتم الإعلان عن مقتل رامز.
عقوبات بالجملة
خصصت عربين واحدة من حدائق المدينة لدفن أولادها الذين سقطوا على يد النظام ورصاصه وأسموها “حديقة الشهداء”، واستمر النظام بفرض إرادته بالحديد والنار على أهل المدينة، وكانت حملة اعتقالات واسعة ودخول الدبابات إلى عربين في 16-12-2011 لأول مرة.
ولم يترك النظام وسيلة لقمع التمرد والثورة في عربين، فحرمت المدينة من الكهرباء والماء وتعرض كل من تطأ قدماه الشارع للرصاص الحي وذلك بعد اقتحام المدينة بعشر سيارات قلاب رمل مليئة بعناصر الأمن وخمس مصفحات وقيامها باحتلال الساحة العامة ونشر القناصة على الأبنية المطلة على الساحة، كما قامت قوات النظام بإنزال علم الاستقلال المرفوع بالساحة العامة وحرقه، ورقص عناصر الشبيحة فرحاً حول العلم بهذا الانتصار. وقد قاموا بإطلاق الرصاص على مئذنة الجامع الكبير.
ودخل الجيش الحر على خط المواجهة مع قوات النظام ولاتزال الاشتباكات والمناوشات مستمرة بين قوات النظام وقوات الجيش الحر يومياً وغالباً ما تكون ليلاً.
مدينة ضد النظام تاريخياً
تاريخ مدينة عربين مع النظام يعود إلى أيام الثمانينيات وما رافقها من ترويع للسكان بحجة ملاحقة الإخوان المسلمين، وكما يقول أحد كبار السن في المدينة: “في زمان أبوه، خفنا وبقينا خائفين، ولكننا الآن لم نعد نعرف الخوف، طلبنا الحرية وسننالها حتى لو متنا جميعا”.
وفي التاسع من حزيران 2006، كتبت جهات من المدينة للجنة السورية لحقوق الإنسان تخبرها بأن الاعتقالات توسعت بين شبان عربين ليتجاوز العدد ثلاثين معتقلاً تتراوح أعمارهم بين 14-30 عاماً.
ريف دمشق هدف يومي
يبدو ريف دمشق هدفاً يومياً لقصف الجيش السوري، وإن كان النظام السوري يعتبر العاصمة حرزه المنيع، فإن هذه النظرية سقطت بثورة ريف العاصمة دفعة واحدة.
عندما بدأ الجيش السوري قصف دوما فإن شهود عيان أكدوا أن ثمة دبابة دخلت دوما مكتوبا عليها: “ستبكي بابا عمرو عليك يا دوما”، ولحقت حرستا بدوما بالقصف والاعتقالات واستحالة الأمن والأمان من جهة، وعدم إمكانية عودة تلك المدن إلى الهدوء الذي يتمناه ويحاول الحصول عليه النظام عن طريق التخويف والوعيد.
مدن ريف دمشق تختلف من حيث الحجم والمساحة، فبينما تعد دوما الأكبر بين مدن ريف دمشق، فإن مدينة عربين تعد من الأصغر، ولكن صغر مساحة عربين لم يجعلها خارج نطاق الثورة السورية، وكغيرها من المدن فإن العقاب الذي يمارسه النظام لا يمكن أن يتوقعه أحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق