السبت، 9 يونيو 2012

عشرات الآلاف هتفوا لضحايا القبير.. و5 قذائف في الدقيقة على حمص

مظاهرة ساحة الحرية حلب
تشابكت الأحداث الميدانية يوم أمس في سوريا بين المظاهرات الضخمة التي عمّت مختلف المحافظات في إطار تلبية السوريين دعوة المجلس الوطني السوري للتصعيد المدني احتجاجا على مجازر القبير والحولة، وبين الانفجارات التي هزّت إدلب وريف دمشق وصولا
للقصف العنيف والمتواصل الذي تشهده مدينة حمص منذ أيام والذي اشتدت حدّته لتصل وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان لسقوط خمس قذائف بالدقيقة الواحدة على أحياء المدينة.
ولم يكن يوم جمعة «تجار وثوار يدا بيد حتى الانتصار» الذي اختيرت تسميته كتحية للتجار عموما وتجار دمشق خصوصا لمشاركتهم بالإضراب العام احتجاجا على مجزرة الحولة، كباقي أيام المظاهرات التي تعيشها العاصمة دمشق، من حيث خروج المتظاهرين بعد صلاة الجمعة، وعمليات الكر والفر بينهم وقوات الأمن والشبيحة، والملاحقات وحملات الدهم والاعتقالات، يوم أمس شهد تطورا تصاعديا خطيرا، مع حصول اشتباكات عنيفة في حي كفرسوسة بين قوات الجيش الحر وقوات الأمن والشبيحة، استمر لعدة ساعات، وكان قد سبقه هجوم للجيش الحر على حاجز أمني في ساحة شمدين بحي ركن الدين وسط العاصمة دمشق، وعملية أخرى حصلت قبل ظهر أمس في قدسيا في محيط العاصمة استهدفت ثلاثة باصات تقل عناصر من قوات الأمن، في الوقت الذي كانت تخرج فيه المظاهرات في عدة أحياء تطالب بإسقاط النظام، فيما كان القصف العنيف مستمرا على عدة أحياء في مدينة حمص.
وبينما تحدثت الهيئة العامة للثورة عن مقتل ما يزيد عن 30 شخصا في أنحاء سوريا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المظاهرات التي خرجت بالأمس شملت أحياء عدة في مدينة حلب وريفها، وحماه وريفها، ودمشق ودرعا.
وتحدث الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب وريفها محمد الحلبي لـ«الشرق الأوسط» عن خروج أكثر من 35 مظاهرة في مدينة حلب، كان أكبرها في أحياء صلاح الدين والشعار وبستان القصر، وأضاف: «فقد خرج في حي صلاح الدين أكثر من 20 ألف متظاهر من 6 مساجد مختلفة، وخرج أكثر من 8000 متظاهر في حي الشعار، بينما خرج ما يزيد عن 5000 متظاهر في حي بستان القصر. وخرجت أيضا مظاهرات كبيرة في أحياء الكلاسة والأعظمية وسيف الدولة ومساكن هنانو والفردوس وطريق الباب، وشارك حي جمعية الزهراء (وهو من الأحياء الغنية) في مظاهرتين انطلقتا من مسجدين مختلفين».
ولفت الحلبي إلى أن المتظاهرين هتفوا في مظاهراتهم «لشهداء القبير والحولة ونددوا بالحملة الهمجية على الريف الحلبي الذي قام النظام في اليومين السابقين بقصفه بالمدفعية الثقيلة من داخل مدينة حلب، كما رفعوا لافتات تطالب بالتدخل العسكري الفوري وتطالب بإعلان فشل خطة أنان، ورفعوا أيضا لافتة كبيرة تحيي تجار مدينتي دمشق وحلب على مواقفهم المشرفة في الأيام الأخيرة».
السلطات السورية من جانبها قالت إن «مجموعة إرهابية مسلحة فجرت يوم أمس سيارة مفخخة في شارع الثورة بقدسيا في ريف دمشق. وإن ثلاثة عناصر من قوات حفظ النظام والمدنيين قتلوا في التفجير وأصيب آخرون».
كما تبنت ما يسمى «كتيبة شهداء ركن الدين» التابعة للجيش الحر في بيان صدر أمس عملية «ضرب حاجز الأمن في ساحة شمدين بعد استهدافه للمتظاهرين في الحي» وقال البيان إن الهجوم كان ردا على مجزرة القبير وتوعدت الكتيبة النظام بالرد على أي استهداف للمدنيين العزل. وفي شارع خالد ابن الوليد قال سكان إن مجهولين قاموا بإلقاء قنبلة يدوية قريبا من مركز قيادة الشرطة أدت إلى قتل وإصابة عدة أشخاص من القوات النظامية، واحتراق سيارة أمنية، وتم قطع الشارع هناك لعدة ساعات، وتم فتحه بعد نشر تعزيزات أمنية في المنطقة وسمع خلالها دوي قنبلة صوتية أخرى. وذلك في ظل توارد أنباء عن استهداف عميد قيادة الشرطة بدمشق هو وعناصره بقنبلة بشارع خالد بن الوليد ومقتل عدد من مرافقيه بينما ما زال العميد في حالة حرجة.
وقالت مصادر محلية إن اشتباكات وقعت بين قوات الجيش النظامي والأمن والجيش الحر، في منطقة بساتين كفرسوسة من جهة المزة، استمرت لعدة ساعات وتوسعت دائرتها لتصل إلى الشارع الرئيسي عند جامع أبو بكر الصديق في منطقتي اللوان والمهايني المحاذية لمفرق داريا، في وقت كانت هناك اشتباكات في بساتين حي القدم التي تشكل امتدادا لبساتين حي كفرسوسة من الجهة الشمالية، وتوغلت قوات الأمن والجيش النظامي في منطقة اللوان مع تعزيزات أمنية لمنع تمدد الاشتباكات إلى داخل كفرسوسة البلد. وشاهد سكان المزة أعمدة دخان تتصاعد من منطقة الساتي كما سمع دوي الرصاص والانفجارات لعدة ساعات خلال النهار، حيث جرت العادة في الشهور الأخيرة أن تجري الاشتباكات في محيط العاصمة بعد منتصف الليل وبالتزامن مع الاشتباكات التي جرت أمس في منطقة البساتين قال شهود عيان إنه تم إغلاق كافة مداخل حيي الميدان الدمشقي وكفرسوسة بالحواجز، شوهدت المصفحات تدخل إلى حي كفرسوسة وسط إطلاق رصاص مضاد طيران، في وقت قام فيه ثوار نهر عيشة بإغلاق الاتوستراد الدولي لتخفيف الضغط عن كفرسوسة. كما شوهد انتشار كبير للجيش في محيط مطار المزة العسكري، من جهة المتحلق الجنوبي الذي تم قطعه، وشوهدت ست ناقلات جند بالعتاد الكامل تتجه نحو كفرسوسة.
وقال ناشطون إن عدة مظاهرات خرجت أمس في جمعة «ثوار وتجار يدا بيد حتى الانتصار» في حي كفرسوسة. من جامع الهادي وقد انفضت بسلام، بينما المظاهرات التي خرجت في منطقة الجمالة، هاجمها الأمن والشبيحة. وكذلك المظاهرة التي خرجت من جامع الفاتح في اللوان حيث أطلقت قوات الأمن الرصاص لتفريقها. وكذلك لتفريق مظاهرة خرجت من جامع النذير حيث شنت حملة اعتقالات عشوائية للمارة عشوائيا بعد انفضاض المظاهرة.
وفي حي القدم شنت قوات الأمن والشبيحة حملة مداهمات للمنازل بالمنطقة الغربية من الحي وقاموا بتكسير الأثاث وتخريب الممتلكات. وفي مدينة دوما سمع دوي إطلاق نار من مختلف أنواع الأسلحة طوال نهار يوم أمس.
وخرجت المظاهرات أمس في دمشق في المزة فيلات والميدان والقصور والشاغور وباب سريجة والمزرعة ونهر عيشة والزاهرة وركن الدين وبرزة والقابون وجوبر، وفي ريف دمشق قتل شخصان وجرح نحو عشرين شخص آخرين برصاص قوات الأمن في تفريق لمظاهرة خرجت هناك ما أجج الوضع الأمني وقام الأهالي بقطع أتوستراد القنيطرة. كما عمت المظاهرات غالبية بلدات ومدن محافظة ريف دمشق، وعموم البلاد وقال ناشطون إن الآلاف شاركوا في مظاهرات خرجت في حلب وحمص وحماه وإدلب والحسكة ودير الزور ودرعا، وشملت المظاهرات عدة أحياء في مدينة حلب وريفها للمطالبة بإسقاط نظام الأسد.
في غضون ذلك استمر القصف المدفعي العنيف على أحياء حمص من قبل قوات الجيش النظامي، وتركز القصف على أحياء الخالدية، والحميدية والورشة، الغوطة، وجورة الشياح والقرابيص وحمص القديمة (باب السباع – باب هود – باب التركمان) وقال ناشطون إن المراقبين الدوليين شاهدوا سقوط القذائف على حي الغوطة وتحديدا على أماكن تجمع النازحين من الأحياء الأخرى، ورغم القصف خرجت مظاهرات في مدينة حمص في عدة أحياء بعد صلاة الجمعة، تحدت النظام ونددت بمجازره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق