السبت، 9 يونيو 2012

سوريا تواجه مخاطر الإنزلاق إلى حرب أهلية طويلة الأمد

الجيش السوري الحر 4
فيما تسعى القوى الدولية جاهدة للتوصل الى حل للنزاع في سوريا يرى خبراء أنه يجب إيجاد وسيلة لقلب موازين القوى لصالح المعارضة التي تخوض حركة احتجاجية منذ 15 شهرا للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.
وقال سلمان الشيخ مدير مركز بروكينغز الدوحة لوكالة الأنباء الفرنسية إن “النظام يبذل اقصى جهوده حاليا لخلق مناخ حرب اهلية،
هذا امر واضح”.
واضاف “كلما استمر الوضع على ما هو، اعتقد ان سوريا ستواجه المزيد من المشاكل الطائفية مما كانت تواجهه في السابق”. وقال “اعتقد ان البلاد ستشهد فصولا دموية بشكل متزايد لان الدبلوماسية لم تتمكن من ضبط الوضع على الارض”.
والتقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في وقت متاخر الاربعاء مسؤولين كبار من 15 دولة اخرى لبحث كيفية وقف العنف في سوريا والاطاحة بالاسد.
وتاتي المحادثات فيما لم يتم الالتزام بخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان واحد ابرز بنودها هو وقف اطلاق النار، لكن اعمال العنف مستمرة كما حصل في الحولة بوسط سوريا الشهر الماضي حيث وقعت مجزرة راح ضحيتها 108 مدنيين معظمهم نساء واطفال، كما وقعت مجزرة الاربعاء القبير بمحافظة حماة راح ضحيتها 87 مدنيا.
وقال اليوت ابرامز مسؤول الدراسات الشرق اوسطية في مجلس العلاقات الخارجية لوكالة فرانس برس “نخدع انفسنا اذا اعتقدنا ان خطة السلام هذه تحمل السلام”. وحمل سكان في الحولة مسؤولية المجزرة لسكان من قرى علوية مجاورة.
وهناك مخاوف متزايدة ايضا من ان يتحول النزاع، الذي اوقع حوالى 13500 قتيل بحسب حصيلة المرصد السوري لحقوق الانسان، الى حرب بالوكالة بين الغرب وحلفائه العرب من جهة، وروسيا والصين وايران من جهة اخرى.
وقال الشيخ “حصلت خصخصة للنزاع” ما يعني ان “مجموعات مختلفة من الخارج قامت بدعم مجموعات في الداخل … وهنا يكمن الخطر الكبير الان”. ورغم ان واشنطن كانت واضحة حتى الان بانها تقدم معدات غير قتالية لمجموعات المعارضة مثل تجهيزات الاتصالات، هناك دعوات متزايدة لتدخل اميركي اكبر.
ودعا بعض الجمهوريين الولايات المتحدة الى تسليح المعارضين لكن واشنطن غير راغبة في الدخول في نزاع اخر في الشرق الاوسط بعد حرب العراق والتدخل في أفغانستان. وقال ابرامز “هناك فراغ في القيادة” مشيرا الى ان تدخلا اميركيا اكبر في سوريا هو من المصالح الوطنية الاستراتيجية لان انهيار نظام الاسد سيشكل ضربة لايران.
واعتبر مساعد وزير الخارجية السابق جيمس روبن في مجلة السياسة الخارجية ان “انهيار نظام الاسد سيقطع هذا التحالف الخطير” مضيفا ان واشنطن يجب ان تساعد حلفاء اقليميين على تنظيم وتدريب قوات المعارضة السورية.
وقال روبن ان تقديم دعم جوي من تحالف يمكن ان يساهم ايضا في دعم المعارضين ويبقي في الوقت نفسه الولايات المتحدة بعيدة عن الارض. وجزء من الصعوبات التي تواجهها واشنطن والمجموعة الدولية هو انقسام المعارضة مع “الجيش السوري الحر” الذي يقاتل على الارض والمجلس الوطني السوري الذي يحاول سد الفراغ السياسي.
ومع استمرار النزاع نشأت مجموعات مسلحة في بلدات ومدن حيث قال احد الخبراء انه قد يكون هناك 50 الى 60 مجموعة مختلفة. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية مارك تونر للصحافيين “كنا واضحين جدا، نريد بدء حوار سياسي في اقرب وقت ممكن”.
واضاف ان الاسد لا يمكن ان يكون جزءا من المحادثات “لكن التركيبة الدقيقة ومن يتحاور مع من بالطبع هذا امر يجب ان يوضحه الشعب السوري بنفسه”.
وقال جوشوا لانديس مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما لوكالة فرانس برس ان “واشنطن بحاجة لمحاورين” مشيرا الى ان الولايات المتحدة لا تريد ان تصل الى مرحلة تجد نفسها فيها تدعم المجموعة الخطأ.
واضاف ان واشنطن كان تعمل اساسا على اشراك اطراف اقليمية لكي تمد المعارضة بالسلاح حتى “اذا انفجرت قنبلة بسيارة في دمشق، لن يكون عليها علامة صنع في اميركا”. وقال “الجميع في واشنطن يريد تغييرا للنظام لكن بثمن زهيد، يريدون ذلك بدون انفاق اية اموال او نشر قوات اميركية على الارض. يريدون ليبيا اخرى، والمشكلة هي ان سوريا ليست ليبيا”.
وهناك وسيلة ممكنة للمضي قدما في الحل تدعمها روسيا وهي خطة تستند الى النموذج اليمني حيث تقوم الاوساط المقربة من الاسد بالمساهمة في قيادة عملية انتقالية. لكن ذلك يتطلب معارضة متحدة جاهزة لكي تخوض “ما سيكون فعليا مفاوضات مع الحكومة” كما قال الشيخ. واضاف “ذلك يصبح اكثر صعوبة مع تصاعد العنف ميدانيا”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق