الاثنين، 11 يونيو 2012

التلغراف”: العديد من العلويين يدعون بشار ليكون أكثر صرامة في حربه”

أفادت صحيفة “التلغراف” البريطانية أنه على مدار 15 شهرا من الثورة الشعبية ضد بشار الأسد، تكررت الاتهامات الموجهة للرئيس السوري من أكثرية الموالين لحربه من أبناء طائفته بالتساهل مع خصومه.
فمع دفن جثة جندي في إحدى ضواحي حمص الموالية للنظام خلال لأسبوع الماضي، ندد المشيعون الأكثر تحمسا وتطرفا بما أسموه
“تقاعس الرئيس في تعامله مع الاضطرابات”، وهم يهتفون: “بشار أصبح سنيا”، كما نقل مراسل صحيفة “التلغراف” البريطانية.
وخوفا من فقدان وضعهم المميز، يرى العديد من العلويين في سورية أن على الرئيس بشار الأسد أن يكون قاسيا وأن يظهر مشاعر عدم الشفقة كما كان تعامل والده في أحداث عام 1982، حيث قتل ما لا يقل عن 20،000 شخص في مدينة حماة وحدها.
وأفادت الصحيفة البريطانية، أنه مما يثير مخاوف من عواقب مواجهات طائفية مدمرة، أن هناك دلائل متزايدة على أن عصابات “الشبيحة” (شبه العسكرية) العلوية التي تأسست تحت إشراف عائلة الأسد، أصبحوا يتحكمون في زمام الأمور ميدانيا من جانب قوات الأسد ويرتكبون الفظائع والمجازر.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد نشرت تقريرا أمس كتبه مراسلها من بيروت، أشارت فيه إلى أنه فى الوقت الذى يتصاعد فيه الصراع فى سوريا نحو منعطف طائفى، بدأ الرئيس السورى بشار الأسد الاعتماد بشكل كبير على قاعدته الدينية وذلك فى سبيل الحصول على مزيد من الدعم من جانب السوريين من أبناء طائفة الشيعة العلوية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن هناك حالة انقسام واضحة داخل المجتمع العلوى فى سوريا، موضحة أن هناك قطاعا كبيرا من العلويين يشعرون بحالة من الإحباط الشديد، نظرا لفشل قوات النظام فى القضاء تماما على المعارضة السورية، فى حين أن البعض الآخر يرى أن سياسات الأسد تعد دربا من المخاطرة بمستقبل البلاد، مؤكدين أن تلك السياسات سوف تقود إلى حرب أهلية.
وأوضحت أن الوضع الحالى قد أدى إلى انقسام واضح بين أبناء الطائفة التى ينتمى إليها الرئيس الأسد، موضحة أن هناك عددا كبيرا من العلويين الذين يخشون انتقام المعارضين من المسلمين السنة، الذين باتوا يسيطرون على بعض المناطق بالدولة السورية، والذين ينظرون إليهم بعين الريبة والشك، وهو ما يدفعهم إلى قتل أبناؤهم، فى حين أن هناك فريقا آخر يلومون الحكومة السورية لفشلها فى حمايتهم من الميليشيات المسلحة التابعة للمعارضة.
وأضافت الصحيفة أن هناك أحياء تنتمى إلى طائفة الشيعة العلوية تحولت نحو الاتجاه المعارض للرئيس الأسد، ومن بينها منطقة زهرة بمدينة حمص – التى تعد أحد أهم معاقل المعارضة السورية – حيث تشهد تلك المنطقة هتافات مناوئة للنظام السورى والرئيس بشار الأسد، متهمين إياه بأنه قد تحول للطائفة السنية مثل زوجته التى تنتمى إلى المذهب السنى.
وأوضحت الصحيفة أن الصراع السنى – العلوى قد وصل إلى ذروته فى أعقاب المذابح الأخيرة التى شهدتها مؤخرا عدد من القرى السورية، من بينها هولا والقبير، والتى أدت إلى مقتل المئات من المعارضة، حيث إن معظم ساكنى تلك القرى قد أكدوا أن الهجمات التى استهدفت المعارضة قد جاءت من جانب الأحياء والقرى الشيعية المجاورة لهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق