السبت، 23 يونيو 2012

سوريا تعترف بإسقاط طائرة تركية.. وأنقرة تحذر من رد حاسم

أسقطت سوريا طائرة حربية تركية فوق البحر المتوسط أمس الجمعة ووجهت أنقرة تحذيرًا من أنها سترد بحسم على الحادث الذي يهدد بإضافة بعد دولي جديد للثورة المستمرة منذ 16 شهرًا ضد بشار الأسد. وقالت سوريا إن الطائرة كانت تطير على ارتفاع منخفض داخل المياه الأقليمية السورية عندما أسقطت.
وستكون تركيا عدوًا لدودًا للجيش السوري الذي يناضل بالفعل لإخماد الثورة. وتملك تركيا ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي
وهي قوة أدت 30 عامًا من قتال المتمردين الأكراد إلى تقويتها. وكانت تركيا قد أقامت علاقات وثيقة مع سوريا قبل الانتفاضة لكنها انقلبت ضد الأسد عندما رد بعنف على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. ولم يلمح أردوغان إلى العمل الذي ربما يفكر فيه.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن القوات التركية والسورية تعمل معًا للبحث عن طاقم الطائرة المفقود والمؤلف من فردين. وقال مكتب أردوغان في بيان “نتيجة للمعلومات التي تم الحصول عليها من تقييم مؤسساتنا المعنية ومن عمليات البحث والانقاذ المشتركة مع سوريا فُهم أن طائرتنا أسقطتها سوريا”.
وقال المكتب بعد اجتماع طارئ استمر ساعتين بين رئيس الوزراء ورئيس هيئة الأركان ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية ورئيس المخابرات الوطنية وقائد القوات الجوية أن “تركيا ستعلن موقفها النهائي بعد معرفة ملابسات الحادث بشكل كامل وستتخذ بشكل حاسم الخطوات اللازمة”. وكانت وسائل الإعلام التركية قد ذكرت في وقت سابق أن سوريا اعتذرت عن الحادث ولكن أردوغان لم يشر إلى أي اعتذار.
وقال بيان للجيش السوري “في الساعة 11 و 40 دقيقة اخترق مجالنا الجوي فوق مياهنا الأقليمية هدف جوي مجهول الهوية منخفض جدًا وبسرعة عالية فتصدت له وسائط دفاعنا الجوي بالمدفعية المضادة للطائرات، الهدف الجوي تبين أنه طائرة عسكرية تركية اخترقت مجالنا الجوي وتم التعامل معها وفق القوانين المرعية في مثل هذه الحالات. وتمت إصابة الهدف إصابة مباشرة على مسافة كم واحد من اليابسة فاشتعلت النيران وسقط في البحر ضمن مياهنا الأقليمية على بعد 10 كم من الشاطئ الغربي قرية أم الطيور وتم التواصل بين قيادتي القوات البحرية في البلدين حيث تقوم سفن البحرية السورية بالاشتراك مع الجانب التركي في عملية البحث عن الطيارين الاثنين المفقودين”.
وكانت أنقرة قد طرحت إمكانية إقامة نوع من الملاذ الأمن أو الممر الإنساني داخل الأراضي السورية وهو ما يمكن أن يتضمن تدخلاً عسكريًا لكنها قالت إنها لن تقوم بخطوة كهذه دون موافقة مجلس الأمن الدولي.
وتستضيف تركيا نحو 32 ألف لاجئ سوري على أراضيها وتسمح للمعارضة المسلحة السورية بالعمل انطلاقًا من أراضيها. ويجتمع المجلس الوطني السوري المعارض في إسطنبول.
ولم يعرف سبب إسقاط السوريين الطائرة التي كانت تطير بالقرب من ممر يربط بين تركيا والقوات التركية في شمال قبرص. وقال ياسر صلاح الدين وهو معلق سياسي سوري بارز مؤيد للمعارضة أن الجيش السوري ربما قام بمغامرة محسوبة بإسقاط الطائرة التركية مما قد يعزز معنويات أنصار الأسد بعد ما شوهد من تزايد الانشقاق من الجيش . وأضاف أن أي رد تركي سيتفق مع الأوهام التي ينشرها الأسد بأن الانتفاضة مؤامرة خارجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق