الثلاثاء، 17 يوليو 2012

عمليات كر وفر في الجبل الوسطاني في إدلب بين جيش الأسد والمنشقين عنه

إنهم نحو 15 شابا غالبيتهم من الجنود المنشقين يطلقون على انفسهم اسم “جنود النبي محمد” ويدخلون يوميا في معارك كر وفر مع الجيش السوري النظامي في الجبل الوسطاني في محافظة ادلب.
يقول ابو سعيد الملتحي زعيم هذه المجموعة الصغيرة “مضى شهر ودبابات النظام تحاصرنا في الجبل الوسطاني واذا كان لا بد من الموت فنحن جاهزون ان شاء الله”.

اطلقوا على انفسهم اسم “جنود النبي محمد”، وهم يواجهون السلاح الثقيل للجيش السوري باسلحة رشاشة بسيطة في هذه الجبال التي تحيط بمدينة جسر الشغور (256 كلم شمال دمشق).
من جهته يقول شاب اخر يطلق على نفسه اسم ابو سطيف “ان الوضع معقد في محافظة ادلب، احيانا الجيش هو الذي يسيطر واحيانا اخرى الجيش السوري الحر، اما هنا في الجبل الوسطاني فنحن نسيطر على غالبية المنطقة”.
ابو سطيف كان عنصرا في الجيش النظامي قبل ان ينشق قبل خمسة اشهر فقط. يقول “شقيقي الاصغر كان يشارك في التظاهرات ضد النظام ولما جاء الجنود الى المنزل لاعتقاله لم يجدوه فقتلوا شقيقي الاكبر”.
وبعض هؤلاء الشبان ملتح والبعض الاخر يغطي الوشم اجزاء من جسده، وجميعهم يؤكدون بصوت واحد استعدادهم للقتال “حتى الاستشهاد”.
وقد لا يكون الموت بعيدا فالدبابات تحاصر مناطق تواجدهم والقصف يزداد عنفا يوما بعد يوم.
وقال ابو سعيد (36 عاما) رئيس المجموعة “بامكاننا تحمل المدفعية الا اننا لا نستطيع مواجهة الدبابات برشاشاتنا”، موضحا انه انضم الى الثورة منذ بداياتها اي في اذار/مارس 2011.
ويرتدي ابو سعيد عباءة بيضاء ويحمل اضافة الى رشاشه الكلاشنيكوف مسدسا على خصره. ويقول انه لا يخشى الصيام في شهر رمضان رغم الحر مؤكدا ان “الشهر الفضيل سيزيدنا قوة”.
في حزيران/يونيو 2011 تلقى ابو سعيد اربع رصاصات في جسده خلال مشاركته في تظاهرة مناهضة للنظام. وهو يجر اليوم يدا مشلولة وقطعة حديدية في ساقه. وقبل خمسة ايام نجا باعجوبة من الموت بعد ان وقع في كمين نصبه الجنود له. وقال وهو يضحك “اصيبت سيارتي ب25 رصاصة من دون ان اصاب ولا حتى بخدش. قد يكون السبب لانني نحيل”.
وما ان يدخل ابو سعيد قرية مجاورة يتحلق حوله سكانها وهم يحاولون الاستفادة منه لحل بعض المشاكل. بعضهم يريد اخلاء جريح واخرون يشتكون من نقض المواد الغذائية ومياه الشفة والكهرباء والبنزين.
وداخل المنزل الذي يتمركز فيه المقاتلون تصدح موسيقى فلسطينية تمجد الذين سقطوا بمواجهة اسرائيل.
وتحاول المجموعة فرض الانضباط على عناصرها على طريقتها. وتم تقييد احد العناصر واوقف جانبا لانه “تسبب بمشاكل” حسب رفاقه.
ومع انهم يطلقون على انفسهم اسم “جنود النبي محمد” لا تبدو عليهم الكثير من اشارات التقوى. وعندما بدأ عمار جعفر بلحيته الطويلة وشعره المحلوق شتم الرئيس السوري بشار الاسد اضحك الجميع وتعابيره لم تراع كثيرا الاعتبارات الدينية.
ويعتاش هؤلاء المقاتلون بما يؤمنونه من طعام لدى السكان. يقول ابو سعيد “الادوية تصلنا من تركيا، السلاح نصادره من الجنود الذين نأسرهم… والذين نطلق سراحهم بعد ذلك”. وقال جملته الاخيرة بلهجة ساخرة تؤكد بانهم كانوا يفعلون العكس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق