الخميس، 19 يوليو 2012

وصول المعارك لقرب قصر الرئاسة ومقتل راجحة وآصف شوكت واصابات خطرة للشعار وتركماني وهشام اختيار ومعلومات عن نية الأسد الهروب لطرطوس

اقتربت الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاربعاء )17 يوليو( من قصر الرئاسة في دمشق وأصبحت على مرمى البصر بعد ان اندلع القتال في أحياء هامة بالعاصمة السورية لليوم الرابع على التوالي.
وقال التلفزيون الرسمي السوري ان “تفجيرا ارهابيا”استهدف مبنى الامن القومي بدمشق خلال اجتماع وزراء ومسؤولي عدد من الاجهزة الامنية ادى الى وقوع خسائر في صفوف المجتمعين بعضها خطيرة.
وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني ان وزير الداخلية محمد ابراهيم الشعار وآصف شوكت نائب رئيس الاركان العامة
ورئيس المخابرات العسكرية وصهر الرئيس بشار الاسد اصيبا في الانفجار الذي استهدف مبنى الامن القومي في دمشق اليوم.
وقال تلفزيون الميادين ومقره في لبنان ان عددا من مسؤولي الامن البارزين قتلوا دون ان يعطي تفاصيل اضافية.
وبعدها أعلن التلفزيون السوري عن مقتل صهر الرئيس السوري آصف شوكت في التفجير الذي استهدف اليوم الاربعاء مبنى الامن القومي في وسط دمشق ويشغل شوكت كذلك منصب نائب وزير الدفاع وهو من ابرز المسؤولين الامنيين في البلاد.
واورد التلفزيون في شريط اخباري “استشهاد العماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع جراء التفجير الارهابي الذي استهدف مبنى الامن القومي في دمشق”.
وقد قتل ايضا في التفجير وزير الدفاع داوود عبدالله راجحة.
وافاد مصدر امني وكالة فرانس برس عن اصابة كل من وزير الداخلية محمد ابراهيم الشعار ومعاون نائب رئيس الجمهورية حسن تركماني ورئيس مكتب الامن القومي هشام اختيار.
وذكر ناشطون في دمشق عبر الهاتف ان الحرس الجمهوري طوق مستشفى الشامي في العاصمة السورية بعد وصول سيارات اسعاف تحمل جرحى من مكان الانفجار.
وقال نشطون وسكان ان ثكنات عسكرية قرب قصر الشعب وهي مجمع ضخم على الطراز السوفيتي تشرف على العاصمة السورية من حي دمر الغربي تعرضت لنيران قوات المعارضة نحو الساعة السابعة والنصف صباحا )0430 بتوقيت جرينتش(.
وقالت ياسمين وهي مهندسة ديكور في اتصال هاتفي من حي دمر “أستطيع ان اسمع نيران أسلحة صغيرة وانفجارات يعلو صوتها أكثر فأكثر من جهة الثكنة.” وأظهرت لقطات فيديو بثها نشطون ما يبدو كنيران مشتعلة في الثكنات العسكرية ليلا نتيجة لهجوم بقذائف المورتر لكن السكان الذين شاهدوا النيران قالوا انهم لم يسمعوا تفجيرات يمكن ان تشير الى انها ناجمة عن هجوم.
وحي دمر هو منطقة هادئة بها عدد من المنشآت التابعة لقصر الرئاسة وتقع الثكنات العسكرية على بعد مئات الامتار فقط من القصر.
واندلع القتال أيضا خلال الليل في أحياء جنوبية مثل العسالي والحجر الاسود وتضامن ويسكنها في الاغلب دمشقيون سنة ولاجئون فلسطينيون.
وينتمي الاسد والنخبة الحاكمة الى الطائفة العلوية التي تهيمن على السلطة في دمشق منذ انقلاب عام 1963 .
واستخدمت القوات الحكومية رشاشات ثقيلة ومدافع مضادة للطائرات ضد مقاتلي المعارضة الذين يتوغلون في الاحياء السكنية المسلحين في الاغلب بأسلحة صغيرة ومقذوفات صاروخية.
وحول مقاتلو المعارضة نيرانهم خلال الليل الى منشأة كبيرة للدولة تحولت الى مقر لقيادة ميليشيات الشبيحة الموالية للاسد ومعظمها ينتمي الى جيوب علوية في التلال القريبة.
واتخذت دبابات الجيش والمدافع المضادة للطائرات مواقع لها في حي برزة الشمالي الذي لجأت اليه مئات الاسر من حي قابون المجاور.
وقال نشط اسمه باسم بالهاتف من برزة “المدافع المضادة للطائرات تطلق نيرانها على حي القابون من برزة. هناك الكثير من الاسر في الشوارع لا تعرف الى اين تذهب. جاءت من القابون ومن مشارف برزة.” وفي حي الميدان بوسط العاصمة اتخذت الدبابات وعربات المشاة المقاتلة التي تعرف باسم )بي.دي.ام( مواقع لها في منطقة السوق الرئيسية ووردت تقارير عن وقوع قتال متفرق.
وقال ابو مازن وهو نشط في المنطقة “العربات المدرعة لم تستطع دخول الازقة والشوارع القديمة في الميدان. منطقة الزاهرة والمنطقة القديمة قرب مسجد ماجد تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.” وأطلق مقاتلو المعارضة على المعارك المتصاعدة في الايام الاخيرة التي استهدفت حافلات الشبيحة ودوريات المخابرات التي لا تحمل اي شارات مميزة والعربات المدرعة في العاصمة السورية اسم معركة “تحرير دمشق” بعد بدء الانتفاضة منذ 17 شهرا.
لكن شخصيات معارضة كبيرة تبنت وجهة نظر بها قدر من التغيير.
وقال فواز تللو وهو نشط معارض بارز من اسطنبول ان توفير خطوط امداد سيكون صعبا وان مقاتلي المعارضة سيضطرون في وقت ما الى الانسحاب التكتيكي مثلما فعلوا في مدن اخرى.
وقال تللو وهو من دمشق لرويترز انه من الواضح ان العاصمة السورية انضمت الى الانتفاضة وذكر ان قصف القوات الحكومية لاحياء سنية في المدينة مثل حي الميدان يكشف الطبيعة الطائفية للحملة التي تشنها قوات الاسد.
هروب الأسد
ونقلت صحيفة السياسة عن مصادر مقربة من النظام السوري أن يستعد للفرار إلى طرطوس ومنها إلى روسيا ولن يخوض معركة دمشق وأن الأسد سيقرر في البداية, خاصة اذا نجح “الجيش الحر” في نقل المعركة بالكامل الى دمشق, الذهاب الى بانياس أو طرطوس على الارجح, وليس الى اللاذقية كما يعتقد البعض, وذلك لأن معظم القوة العسكرية الروسية البحرية ومعظم الخبراء الروس موجودون في طرطوس.
وأوضح القيادي العراقي أنه بذلك سيكون الأسد وعائلته في حماية القوة العسكرية الروسية, في حال تفاقمت الاوضاع الميدانية ووصل الثوار طرطوس, كما أنه من هذه المدينة ربما تبدأ مفاوضات روسية مع القوى الغربية لتحديد مصير الاسد, والاحتمال الاوفر في هذه الظروف هو ان طرطوس ستكون بشكل مؤكد المدينة التي يمكن ان تحط بها طائرة عسكرية روسية لتحمله الى موسكو أو مينسك.
وكشف القيادي ان اجتماعات لقادة “حزب الدعوة” برئاسة المالكي تداولت معلومات من القيادتين السورية والايرانية مفادها أن الأسد ابلغ بعض المقربين منه وأفراد عائلته أن انتقال المعارك الى عمق دمشق, هو السبب المهم الذي سيدفعه بالتفكير بشكل جدي لترك سورية.
وأكد المصدر أن الاسد سيغادر سورية بناء على معطيين:
- الأول تصاعد وتيرة الانشقاقات في الجيش النظامي لتشمل رتباً عالية ومجموعات كبيرة وسط مخاوف من انشقاق ألوية بكاملها في الأيام القليلة المقبلة.
- الثاني انهيار المؤسسة العسكرية بعد تصاعد الأصوات المعارضة لتورط الجيش في الحرب ضد الشعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق