الاثنين، 16 يوليو 2012

بالصور. سكان التريمسة يروون لحظات الرعب في مدينتهم … ذبح وحرق وبقايا بشرية


بعد ثلاثة ايام على الهجوم الذي استهدف بلدتهم يروي سكان التريمسة امام الزوار وهم يجولون على منازل مدمرة او متفحمة لا تزال ارضياتها مغطاة ببقع الدم، لحظات الرعب التي عاشوها وادت حسب ناشطين الى مقتل ما يقارب 300 من ابنائها.


امرأة من قرية التريمسة تجلس مع حفيدها في الشارع خارج منزلها الذي تم تدميره بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الأسد وشبيحته في القرية

فتح احد سكان البلدة امام عدة اشخاص باب خزانة في منزل متفحم وقال “لقد اختبأ شاب في هذه الخزانة، وعندما كشف الجنود مكانه قتلوه بكل دم بارد”.

ولا تزال آثار بقعة دم ظاهرة تحت الخزانة مع ان لونها مال الى السواد نتيجة الحريق الذي التهم المنزل. وقد احرق ما بين 20 و30 منزلا في هذه البلدة اضافة الى مدرسة في الهجوم الذي شنه الجيش الخميس واوقع نحو 150 قتيلا حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال الرجل الذي قاد مرافقيه الى منزل عائلة اليونس مصطفى المعروفة بدعمها للثوار “في هذا المنزل تم ذبح عدد من الاشخاص”.




ذبح أهالي القرية بواسطة الأسلحة البيضاء والرشاشات

وداخل المنزل لا تزال عدة جثث متفحمة ملقاة على الارض رغم مرور ثلاثة ايام على الهجوم الذي وصفته المعارضة مع قسم من المجتمع الدولي ب”المجزرة”.

وخارج المنزل شوهدت بقايا بشرية وقد تطايرت بسبب انفجار قنابل يدوية. اما الحمام الموجود خارج المنزل فبدا غارقا بالدماء التي غطت جدرانه وارضيته.

ويؤكد السكان لمراسل فرانس برس ان المهاجمين هم من الشبيحة الذين استخدموا ايضا السلاح الابيض في هجومهم كما اقتادوا معهم عددا من الاشخاص بعد اعتقالهم.

ويروي السكان ان الدبابات استهدفت المنازل بقذائفها قبل ان يدخل الشبيحة لنهبها واحراقها.




حرق المنازل بمن فيها من قبل قوات الأسد وشبيحته

وقال المراقبون الدوليون بعد زيارة البلدة السبت انه يبدو ان الهجوم “استهدف منازل محددة غالبيتها لمنشقين وناشطين” من المعارضة الا انهم اوضحوا ان حصيلة الضحايا “لا تزال غير مؤكدة”.

وشدد المراقبون على ان “انواعا عدة من الاسلحة استخدمت بينها المدفعية وقذائف الهاون والاسلحة الخفيفة” في خرق لخطة الموفد الدولي والعربي كوفي انان التي قضت بسحب الاسلحة الثقيلة من التجمعات السكانية.

ويؤكد بعض الشهود في التريسمة ان البلدة تعرضت لقصف جوي ايضا.




أهالي قرية التريمسة يقدمون للمراقبين الدوليين الأدلة على استخدام قوات الأسد للأسلحة الثقيلة في القصف

وادعى الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي الاحد في دمشق ان الاحداث التي شهدتها البلدة “ليست مجزرة”.

وقال ان العملية التي قام بها الجيش “ليست مجرزة او هجوما من الجيش على مواطنين” بل عبارة عن “اشتباك بين الجيش وجماعات ارهابية مسلحة لا تؤمن بالحل السياسي”.

ولفت مقدسي الى ان قوات حفظ النظام “لم تستخدم الطائرات ولا الدبابات ولا المدفعية” في مهاجمة التريمسة، معتبرا ان “كل كلام عن استخدام اسلحة ثقيلة في الهجوم على التريمسة عار عن الصحة”.

وقال ان “خمسة مبان فقط هي التي تعرضت للهجوم من قبل قوات حفظ النظام”، مشيرا الى ان “الاضرار” في البلدة “اقتصرت على هذه المباني فقط التي اتخذها المسلحون مراكز للقيادة”.

وفي منزل مدرس اللغة الانكليزية محمود درويش لا تزال بقع الدماء ظاهرة على الارض. ويؤكد السكان ان الجثث اخرجت من هذا المنزل بالعشرات بعضها قضى ذبحا وبعضها الاخر بالرشاشات او القنابل اليدوية.

اما مستشفى البلدة المتواضع فتعرض لاضرار جسيمة وبدا انه كان مستهدفا بالقصف.

وترك المهاجمون على جدران البلدة تحذيرات واضحة قبل انسحابهم مثل “بشار هو الرئيس او البلاد الى الحريق” و”انتم فئران ونحن اسود”.

وفي المقبرة الرئيسية للبلدة حفر السكان على عجل نحو اربعين حفرة قبل يومين لدفن القتلى واكدوا انهم وضعوا ثلاث جثث في كل حفرة. حتى ان الحفر لا تزال بدون شواهد ولا اسماء.

وفي مقبرة اخرى اكد احد السكان ان مئة جثة دفنت فيها.




دفن الأهالي كل ثلاث جثث في قبر واحد

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القصف والمعارك في التريمسة اوقعت اكثر من 150 قتيلا بينهم عشرات المقاتلين من المعارضة. واوضح ايضا ان بعضهم “اعدم” او قتل بينما كان يحاول الفرار في حين تم احراق نحو ثلاثين جثة.

في حين قال ناشطون أن عدد من قتلوا في مجزرة التريمسة حوالي 300 شخص.




المراقبون الدوليون يتفقدون المنازل المحروقة والمدمرة في القرية بعد المجزرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق