الأحد، 5 أغسطس 2012

سيدا: المعارضة مستعدة للتفاوض مع مسؤولين في النظام ‘لم تتلطّخ أيديهم بالدماء’

قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا إن المعارضة مستعدة للتفاوض مع مسؤولين في النظام “ممن لم تتلطّخ أيديهم بدماء السوريين”، معرباً عن القلق من المظاهر المسلحة في المناطق الكردية.
وقال سيدا في حديث إلى صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية “بالنسبة لنا فإن السلطة فقدت مصداقيتها وشرعيتها، وقلناها بصراحة في موسكو.. إن الحوار لم يعد ممكناً بيننا وبين هذا النظام، ولا بد أن يرحل بشار (الأسد) وزمرته، وبعد ذلك ننتقل إلى التفاوض مع
المسؤولين الآخرين ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين أو يتورطوا في قضايا الفساد الكبرى”.
ورداً على سؤال عن استقالة المبعوث الدولي كوفي أنان من مهمته في سوريا، اعتبر سيدا أن “مهمة أنان كانت متعثرة منذ البداية، وكانت في الحقيقة مشلولة لأسباب من الأفضل لصاحب المهمة وهو السيد أنان أن يكشف عنها، ويعلن أن المهمة فشلت نتيجة لها، لكي يفسح المجال أمام مبادرات أخرى أكثر فعالية”.
وأشاد سيدا بالتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة على قرار يدين الحكومة السورية على استخدام العنف، معتبراً أنه “يمثل مدخلاً لمبادرة جديدة قد تكون قادمة في المستقبل القريب”.
وحول العلاقة مع روسيا، جدد رئيس المجلس الوطني السوري القول أن المعارضة ترغب بإقامة أفضل العلاقات مع الروس “ولكن ليس على حساب دماء السوريين”.
وفي ما يخص وضع الأكراد في سوريا، عبّر سيدا عن القلق لظهور مسلحين في المناطق الكردية شمال سوريا، وقال “بالنسبة للمناطق الكردية هذا اللجوء إلى إبراز السلاح والتأكيد عليه أيضاً أمر يثير أكثر من علامة استفهام”.
وأضاف “نحن نقول إن بإمكاننا أن نحل كل القضايا بالحوار والتفاهم بعيداً عن لغة السلاح، ومن جانب آخر نعتقد أن قيام بعض الأحزاب، وخصوصاً هذا الحزب (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) برفع الأعلام الحزبية لا يخدم المشروع الوطني السوري، طبعا نحن لسنا ضد هذه الأعلام ولكن نقول يجب أن نتضافر جميعاً ونؤكد وحدة الموقف الوطني السوري”.
وذكّر سيدا بأن المناطق الكردية “لم تشهد أي قلاقل أو مواجهات عسكرية، ونقول إنه نتيجة للوضعية الحساسة التي تتميز بها هذه المناطق لا بد أن ننتبه لمسألة استخدام السلاح، فنحن بالأساس لا نشجع على استخدام السلاح حتى طوال فترة الثورة السورية، كنا نريدها ثورة سلمية منذ البداية لكن النظام فرض علينا حمل السلاح”.
ورداً على سؤال عن تقارير تشير إلى وجود ضغوط على المجلس الوطني لفتح جبهات في شمال سوريا لتخفيف الضغط على دمشق وحلب، قال سيدا “حتى الآن ليست هناك أي قوات عسكرية استراتيجية للنظام في المناطق الكردية حتى نفتح جبهة هناك، فأجهزة المخابرات والأمن لا تمثل قوات استراتيجية حتى نواجهها بالسلاح”.
ودعا إلى الحفاظ على هدوء الوضع في المناطق الكردية، وإعطاء أهمية قصوى لمخاوف العرب والسريان وغيرهم في هذه المناطق، متهماً النظام بأنه “يحاول دفع الأمور نحو إحداث صراع بين هذه المكونات في سبيل أن يتمكن من دفعها لمواجهة بعضها بعضا بما يخفف عنه في نهاية المطاف”.
وأضاف “في هذه المرحلة علينا أن نركز على وحدة الصف حتى نفوت على النظام فرصة تمرير هذا المخطط الخبيث”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق