الخميس، 9 أغسطس 2012

ألغاز إنشقاق حجاب تتكاثر وشريط فيديو يقدم قصة مثيرة للهارب الكبير

يبدو أن جهة ما تقصدت إضفاء طابع دراماتيكي قدر الإمكان على لغز هروب وإنشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب الذي شغل الجميع خلال اليومين الماضيين.
إنقلب إعلام الثورة السورية ومعه الإعلام الإلكتروني الأردني على الرواية المألوفة لقصة هروب حجاب وقدم فجر الأربعاء رواية طازجة على شكل مفاجأة تقول حيثياتها بإختصار وفي المحصلة بأن حجاب قضى فيما يبدو ال48 ساعة الماضية بين قوات الجيش
السوري الحر داخل محافظة درعا وإنتقل فجر الأربعاء فقط إلى العاصمة الأردنية عمان.
أول معلومة في هذا التسريب المباغت أفلتت عبر المركز الإعلامي التابع للجيش السوري الحر الذي قدم تفاصيل عملية عسكرية وإستخبارية معقدة كانت فكرتها بإختصار (تهريب) حجاب بطريقة ذكية تطلبت عملا مكثفا لأكثر من 400 عسكري من ثوار الجيش الحر.
طبعا وسائل الإعلام الأردنية سارعت وبقوة لتلقف الرواية الجديدة وربطتها فورا بحادثة غريبة وغير مألوفة وقعت في مناطق شمالي الأردن إعتبارا من الساعة الحادية عشرة ليلة الثلاثاء وهي إنقطاع التيار الكهربائي عن شمال المملكة نحو ثلاث ساعات ووفقا للسيناريو فالهدف واضح هنا وهو إنجاح عملية تهريب حجاب وتأمين إنشقاقه .
ويبدو أن إعلام الجيش الحر دعم روايته الطازجة المباغتة بشريط فيديو خاص بث على الشبكة العنكبوتية فجر الأربعاء ويظهر حجاب وجميع أفراد عائلته بين بعض المواطنين والمقاتلين السوريين في مكان مجهول في محافظة درعا مع تأريخ الشريط بالسابع من شهر آب أي يوم أمس الثلاثاء.
القصة المحبوكة إعلاميا على الأقل هنا واضحة المعالم فهي تريد أن تبلغ العالم بأن الجيش السوري الحر إستطاع التلاعب بالنظام السوري لأكثر من يومين عبر إخفاء حجاب ليومين أولا ثم تأمين إنتقاله للأردن.
الهدف حسب مصادر سورية من هذا التضليل المدروس هو تلبية شرط حجاب بإنتقال وتأمين جميع أفراد عائلته معه حيث يظهر الشريط المبثوث بعض الأطفال إلى جانب حجاب الذي يرتدي بزة رمادية في صالون على فراش أرضي في مكان ما يقول الشريط أنه يتبع محافظة درعا.
..طبعا لا يوجد أدلة على أن الرواية الجديدة ليست مفبركة للتغطية على رواية ثالثة لقصة لغز إنشقاق رئيس الوزراء السوري فبعض المصادر الأردنية لا زالت تصر على أن حجاب وصل الأردن قبل يومين على متن طائرة مروحية وغادر إلى قاعدة عسكرية في مدينة المفرق شرقي البلاد ثم توجه فورا إلى دولة قطر..تلك رواية سمعتها القدس العربي فجر الأربعاء من مصدر موثوق ومطلع لكنها تبقى واحدة من روايات أخرى أريد لها أن ترافق قصة هروب وإنشقاق أكبر شخصية في النظام السوري حتى الأن .
الإنطباع السياسي المتشكل هنا يشير لإن الإثارة الإعلامية التي رافقت خروج حجاب سواء عبر الأردن أو غيرة أو أمس أو قبله بيومين مقصودة لذاتها ولأغراض (تضخيم) الرجل وإعداده لدور ما مهم مستقبلا.
وتشير الرواية التي قدمها الجيش الحر إلى أن 400 جندي نفذوا الليلة- ثلاثاء على أربعاء- عملية تهريب رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب من خلال قرية نصيب السورية الى الاراضي الاردنية، ويرافقه 35 فردا من بينهم اسرته واشقائه وعائلاتهم.
ووفقا لمصادر الجيش الحر فخلال اليومين الماضيين نفذت كتيبة المعتصم بالله من الجيش الحر والتي يقودها المقدم الركن المنشق ياسر عبود الملقب بـ”ابو عمار” عمليات عسكرية مكثفة وناجحة في القرى المحادية للشريط الحدود السوري الاردني وقد اختارت منطقة نصيب السورية بعد السيطرة عليها، وتمكنت من مساعدة حجاب على الوصول الي الاراضي الاردنية بسلام.
وقامت القوات المسلحة الاردنية باستقبال حجاب وإرساله الى عمان مباشرة في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء الاربعاء وفق مصادر موثوقة في مدينة الرمثا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق